قد تستيقظ مرة وتشعر بتعب ودوخة والم في كل اطراف جسمك , فيطلب منك ملازمة الفراش, ثم تقوم بوضع الترمومتر في فمك وبعد مرور دقيقة اودقيقتين وانت في حالة من الضطراب ترفع الترمومتر وبقراءته يقولون لك انك تشكو من الحمّى.
ماهي الحمّى وماذا يحدث داخل الجسم؟
اذا اخذت علبة فارغة مثقوبة في الاسفل واضفت اليها ماء بسرعة خروج الماء من الثقب في اسفلها, يؤدي ذلك بعد مدة قصيرة الى امتلاء العلبة بالماء.
اما اذا كانت سرعة دخول الماء متساوية لسرعة خروجه, يبقى مستوى الماء في العلبة ثابتا بدون تغيّر . وهكذا ايضا اذا ما تولدت الحرارة في الجسم بصورة اسرع من تبريده, ادى ذلك الى ارتفاع في درجة حرارته . واذا ما حدث ذلك نشعر عندئذ بحمّى.
يتخلص الجسم من الحرارة الزائدة بواسطة الجلد . فهناك شبكة من الاوعية الدموية الدقيقية تحمل الدم الى سطح الجلد لتبريده بالهواء ممس. واذا ما ارتفعت درجة حرارة سطح الجلد, يسبب الاجهاد الجسمي او الرياضة او بسبب حرارة الطقس او التعرض للشمس , تفرز الغدة العرقية في الجلد سوائل الى خارج تتبخر بدورها وتمتص الحرارة الزائدة المتولدة في الجسم ونسمي عملية التبريد هذه بالعرق.
ودرجة حرارة الجسم السليم هي نفسها في الايام الباردة والحارة . ففي الايام الحارة تتمدد الوعية الدموية تحت الجلدوذا تحمل كميات اكبر من الدم الى سطح الجسم لتبريده.
وفي الايام الباردة تتقلّص الاوعية الدموية نفسها وبذا يبقى الدم بمعظمه داخل الجسم , فيمنع خسارة الحرارة.
واذا ما سدّت مسامات الجسم’ اي قتحات الغدد العرقية , تعذر على الجسم التخلّص من الحرارة الزائدة. تساوي درجة حرارة الجسم نحو37 درجة مئوية, واذا ارتفعت عن ذلك تكون هناك الحمّى. ولا تبقى درجة حرارة الجسم ثابتةكل الاوقات لأنها تتوقف على عمل الجسم ونسبة نشاطه . فهي ترتفع بعد رياضة مجهدة, مثل الركض او غيره, م قصيرة . وتحدث الحمّى عندما تبلغ درجة حرارة الجسم نحو37مئئوية او اعلى مع ان هناك حالات عديدة من الحمّى تكون فيها درجة الحرارة منخفضة.
والحمّى نفسها ليست مرضا لكن علامة على محاربة الجسم للعدوى . ويعتقد بعضالاطباء والاخصائيون ان الجسم يزيد من حرارته للدفاع عن نفسه.
فاذا وصلت الدماغ معلومات ان اجساما غريبة من البكتيريا قد غزت الجسم , تنسد الغدد العرقية , و تتقلّص الاوعية الدموية الدقيقة التي تحت الجلد . ويؤد ذلك الى نتيجتين:
تذهب كميات كبيرة من الدم الى القسم الداخلي من الجسم وتحمل معها عددا كبيرا من الخلايا البيضاء لمحاربة العدوى, وترتفع درجة حرارة الجسم مما يؤدي القتل عدد كبير من البكتيريا المرضية.
وقد لاتنتشر الحرارة في كل انحاء الجسم كما يحدث مثلا عند حصول عدوة مرضية وبد الحمّى تتفتح مسامات الجلد ويندى الجسم عرقا وبذا يتم التخلص من الحرارة الزائدة. فذا التهب جرح مثلا , سخنت الاقسام المحيطة بالجرح بالجرح بينما تبقى درجة حرارة الجسم طبيعية.
وتختلف اشكال الحمّى وذلك بالنسبة الى نوع العدوى. ففي بعضها ترتفع درجة الحرارة في الصباح وتنخفض في المساءوتصبحبيعية , طوال مدة المرض . بينما في حالات اخرى ترتفع درجة الحرارة وتبقى مرتفعة. وفي غيرها درجة الحرارة في دورات وفي ايام متباعدة. ويمكن للطبيب تشخيص المرض من نظام الحرارة: كيف ترتفع وكيف تهبط ولا تكون الحمّى خطرة الاّ اذا وصلت درجة الحرارة الى نحو الاربعين مئوية فما فوق . فالحرارة دليل على ان الجسم يكافح للحفاظ على صحته.
آمل ان يعجبكم مضوعي
ودمتم سالمين